تعتزم هيونداي جلب إثارة رياضة السيارات إلى صالات العرض، مع استمرارها بالكشف تدريجياً عن خططها الخاصة بالعلامة التجارية الفرعية الجديدة N من طرز السيارات ذات الأداء العالي.
ويمثل الطراز RN30، الذي كشفت هيونداي النقاب عنه الأسبوع الماضي خلال مشاركتها في معرض باريس للسيارات 2016، أحدث طرز العلامة N عالية الأداء من هيونداي، وهو طراز يمثل سيارة سباق متقدمة تمنح شغف القيادة ومتعتها على الطريق للجميع. ويجسّد الطراز RN30 نموذجاً لما يمكن لهيونداي أن تحققه، كما يقدم نظرة فاحصة على بعض التقنيات التي يمكن توقّعها في إطار أول طراز من طرز سيارات N التي تخضع للتطوير حالياً.
وتم تطوير RN30 بتعاون وثيق مع شركة هيونداي موتورسبورت لرياضة السيارات، والمركز التقني التابع لهيونداي موتور أوروبا، وقسم تطوير مركبات الأداء والأداء العالي التابع لهيونداي موتور، وذلك استناداً على السيارة هيونداي i30 من الجيل الجديد. ويتميز الطراز النموذجي الآسر بتصميم هوائي هادف وتقنيات متخصصة بالأداء العالي تقدّم قيادة مثيرة عالية السرعة.
وقال ألبيرت بيرمان، رئيس قسم الاختبارات وتطوير المركبات عالية الأداء لدى هيونداي موتور، بمناسبة الكشف عن RN30، إن هذا الطراز “يجسد نموذج السيارة القوية عالية الأداء التي تقدّم قيادة رياضية نشطة مفعمة بالإثارة”، وأضاف: “تمّ استلهام هذا الطراز من حماسنا لتقديم سيارة عالية الأداء يمكن للجميع التمتع بقيادتها بسهولة، وسرعان ما سيتطور ليصبح رسمياً أول طرز العلامة N، وقد اعتمدنا على خبراتنا التقنية، التي ساهمت في شحذها نجاحاتنا في عالم رياضة السيارات، لتحقيق بهجة الجمع الشيّق بين الأداء والتحكم، وهو الهدف الذي تسعى علامة N التابعة لهيونداي إلى تحقيقه في طرز الأداء العالي المستقبلية”.
وكانت هيونداي كشفت النقاب عن علامة N للمرة الأولى في معرض فرانكفورت للسيارات في سبتمبر من 2015، لتبعث روحاً جديدة في فلسفة الشركة القائمة على إتاحة المجال أمام عملائها للاستمتاع بقيادة مثيرة وشيقة.
نظم حركة عالية الأداء تعزز متعة القيادة
تكتسب السيارة RN30 قوة حركتها من محرك عالي الأداء بسعة 2.0 لتر مزوّد بشاحن تيربو، تعمل هيونداي على تطويره لتركيبه في طرز Nالإنتاجية، وقد زوّدته بشاحن تيربو أكبر حجماً لزيادة قوة الدفع عند الضغط بقوّة على دواسة الوقود. وتمّ تركيب كتلة الأسطوانات في المحرك باستخدام قطع مصنّعة بالتشكيل بدل الصبّ، لزيادة متانتها ومقاومتها العالية من أجل تحقيق تحكم أفضل بالقوة الإضافية التي يُصدرها المحرّك، ما يجعل السيارة RN30 في أعلى درجات الجاهزية للانطلاق بأداء عالٍ تباهي فيه بقوة عزم تبلغ 380 حصاناً مترياً (279.5 كيلوواط) و46 كيلوغرام ثقلي متر من عزم الدوران (451 نيوتن متر).
ويتحكّم ناقل حركة مزدوج التعشيق، من النوع المعتمِد على سائل تبريد، بمستويات عزم الدوران المثيرة للإعجاب، ويتسم بتجاوب أسرع أثناء نقل الحركة بين التروس والمزاوجة المباشرة للحصول على تسارع نشط. وتأتي السيارة RN30 مزوّدة بنظام قيادة بالعجلات الأربع AWD من أجل ضمان أعلى درجات التحكّم بقوة السيارة ودقة التوجيه أثناء القيادة بسرعات عالية.
من جانبه، أكّد مايك سونغ، رئيس عمليات هيونداي في إفريقيا والشرق الأوسط، أن السيارة RN30 “تقرّبنا خطوة إضافية من إنجاز طرز هيونداي N، وتقطع عهداً بأن تُرضى هذه الطرز المرتقبة حماسة السائقين الحقيقيين”، وقال: “يعمل مهندسونا على ابتكار بعض من أكثر السيارات إثارة للاهتمام على الطرقات، وذلك بناء على خبرتنا الواسعة في بطولة العالم للراليات، وعبر دفع سياراتنا إلى أقصى حدود الأداء في ظل أصعب الظروف”.
التقنيات المتخصصة ترفع التشويق والأداء لأعلى مستوى
يُظهر الطراز RN30 قدرات مهندسي هيونداي وما يمكن لهم أن يحققوه، ويتميز بتقنيات متخصصة عالية الأداء مصمّمة لزيادة مستوى الإثارة لدى السائقين وتمكينهم من ترويض أصعب مضامير السباق. ومن شأن ميزة مطابقة سرعة دوران المحرك أن تشجّع السائق على القيادة الحماسية نظراً لقدرة هذه الميزة على تعديل سرعة المحرك بسرعة وبدقة كلما بدّل السائق بين تروس السرعة في نمط القيادة الرياضية. ويُمتع نظام العادم الإلكتروني المتغير الأذنين بأصوات العادم القوية التي تتوافق مع أحاسيس الإثارة البديهية الناجمة عن تسارع السيارة، ما يُضفي على السائق مزيداً من الشعور بالتشويق والحماس.
وتهدف تقنيات أخرى بالتحديد إلى تعزيز مستويات السلامة والتحكم؛ إذ يعمل النظام التفاضلي الإلكتروني المتطور لتحديد الانزلاق eLSDعلى ضمان وصول القدر الكافي من العزم إلى كل عجلة، كما يقيس القوة الدافعة للإطارات. ويساعد هذا النظام على منع الانزلاق ويضمن الانعطاف السريع والدقيق عند الانتقال بين المنحنيات بسرعة عالية، ما يسمح للسائقين بالتحكم بسيارة السباق القوية هذه بسهولة ودقة واطمئنان.
هندسة تتمحور حول خفة الوزن وانخفاض مركز الجاذبية
وضع المصممون والمهندسون في هيونداي، أثناء عملهم على تطوير السيارة RN30، أسلوباً جديداً لتخفيف الوزن وخفض مركز الثقل، فبدلاً من استخدام البوليمر المقوى بألياف الكربون، الذي يشيع استخدامه في معظم السيارات عالية الأداء، خرجت هيونداي عن المألوف ولجأت إلى استخدام مواد بلاستيكية عالية الأداء جديدة كلياً، طوّرتها بالتعاون مع شركة الكيماويات العالمية البارزة “بي إيه إس إف”.
ويتسم هذا الابتكار الموفر للوزن بالخفة والمتانة العالية كما أنه رفيق بالبيئة، ويستخدم في جميع أنحاء الطراز النموذجي الجديد للمساعدة في زيادة التحكّم والتسارع. أما في الداخل، فقد أزيلت الأجزاء الزائدة عن الحاجة، في حين تمّ تثبيت الأجزاء الأثقل وزناً في أدنى موضع ممكن. وتم تعزيز خفض مركز ثقل السيارة بدفع المقاعد إلى الخلف وخفض مستواها، فعملت كل هذه العناصر معاً على تحقيق خفة الوزن والأداء المثالي للقيادة.
روح الأداء العالي تلهم التصميم الخارجي
ترث الصورة الظلية للسيارة RN30، بطريقة لا لبس فيها، الخطوط السلسة والمتماسكة التي اتسمت بها سيارة هيونداي i30 من الجيل الجديد، ولكن بهيئة أكثر انخفاضاً وأوسع عرضاً لتمكينها من تحقيق مزيد من الاستقرار خلال القيادة والانعطاف بسرعات عالية. وقد تمّت زيادة عرض السيارة RN30 بمقدار 30 ملم عن السيارة i30 لتحقيق تناسب تصميمي أكثر فاعلية وليصل عرضها إلى 1,950 ملم، في حين جرى خفض الارتفاع بصورة ملموسة بمقدار 84 ملم ليصل إلى 1,355 ملم.
وتُلمح بعض تفاصيل التصميم الخارجي للسيارة RN30 إلى إمكانياتها وما تنطوي عليه من تحسينات الهندسة الهوائية وتقنيات الأداء العالي؛ إذ تعزّز الرفارف الأربعة التي تبدو كأنها “تعوم” فوق العجلات، مظهر السيارة، وتعمل مع الفاصلين الجانبيين على تحسين مواصفات الأداء الهوائي، ما يولّد لدى الناظر إحساساً بثبات السيارة على الطريق.
ويشتمل تصميم المقدمة على الشبك الأمامي متوالي الانحدار الذي امتازت به هيونداي، ومصابيح أمامية عالية التقنية، ما يجعلها تخلق صورة قوية ذات طابع جريء لا سيما عند تشغيل مصابيح الإضاءة النهارية المتميزة. ويتدفق الهواء عبر الشبك الأمامي الذي يغطي المبرّد ليعمل على تحسين القوة الدافعة للأسفل ويزيد في التبريد لتعزيز الأداء أثناء القيادة. أما منفذ الهواء الكبير في الجزء العلوي من غطاء المحرك فيُلمح إلى القوة الدراماتيكية لتي يتمتع بها محرك RN30.
وتتميّز السيارة بجناح خلفي كبير يولد قوة دافعة سُفلية أثناء القيادة بسرعة عالية، ويعطيها نسب تصميم متوازنة من الناحية الجمالية. كذلك تخلق الزعنفة المثبتة على طول الخط المركزي للسقف والتي تخترق الجناح الخلفي، مظهراً خلفياً فريداً من نوعه. وتتضمن السيارة ناشراً خلفياً كبيراً يقع فوق أنبوبي العادم الواقعين في الوسط والمكسوّين بالسيراميك الأبيض، يعمل على تحقيق التوازن الأمثل للقوة الدافعة السفلية، فيما يكتمل المظهر الديناميكي للسيارة بالعجلات خفيفة الوزن المصنوعة من سبيكة الألمنيوم والبالغ قياسها 19 بوصة.
تصميم داخلي متطوّر ليواكب أداء القيادة
تعاون مصممو السيارة RN30 وخبراء سباقات السيارات من شركة هيونداي موتورسبورت تعاوناً وثيقاً أثناء عملية التصميم الداخلي لضمان أن يظلّ اهتمام السائق منصبّاً تماماً على السيارة والطريق. وقد صُمّم مقعد السائق بشكل رياضي يتناسب مع جسمه ويحتويه، فيما يلتفّ قفص متكامل حول المقصورة ليزيد من قوة جسم السيارة، ويدعم حماية السائق في جميع الحالات.
وتشتمل المقصورة على كاميرتين مثبتتين داخل العمودين الأماميين بنظام انحراف من محورين لدعم الاستقرار أثناء التصوير، مع كاميرا أخرى خارجية مثبتة على الزعنفة المركزية على سطح السيارة، لالتقاط ردود فعل السائق وأهمّ اللحظات الديناميكية أثناء القيادة على الطريق أو على المضمار. ويمكن للسائقين إنشاء مقاطع فيديو احترافية للسباقات أو عرض خبراتهم كما لو كانوا على التلفزيون، لمشاركة الآخرين قصصهم المثيرة.
وتعتبر السيارة RN30 الأحدث في سلسلة من طرز السيارات النموذجية عالية الأداء التي ترسم ملامح طرز N الإنتاجية في المستقبل، معزّزة مواصفات N التي ظهرت لأول مرة في الطرز “2025 فيجن غران توريزمو” وRM15 وRM16 النموذجية من هيونداي N. وتوظّف جميع طرز الأداء العالي N تجارب هيونداي الناجحة في مجال رياضة السيارات، وتظهر رغبة هيونداي بوضع خلاصة تجارب القيادة المثيرة في عمليات تطوير السيارات الجديدة. وفي هذا الإطار سيتم قريباً طرح الطراز i30N في الأسواق العام المقبل، ما يضع شغف هيونداي تجاه القيادة عالية الأداء في متناول الجميع.
جدير بالذكر أن جميع طرز N يجري تطويرها على أيدي خبراء في مركز ناميانغ الواقع في قلب شبكة الأبحاث والتطوير العالمية التابعة لهيونداي موتور، قبل أن تخضع للتجارب على حلبة “نوربورغ رينغ”، إحدى أصعب حلبات السباق مراساً في العالم. ويرمز الشعار N إلى المنعطفات الحادة في مضامير السباق، حيث تخضع معايير التوازن والثبات في السيارات إلى اختبار صارم لإثباتها.