قبل أن نتطرق للحديث عن فيلم الخلية الذي يتصدر شباك التذاكر منذ عرضه متقدمًا عن أقرب منافسيه بما يقارب 60% زيادة في الإيرادات، فقد توقعت أن يتصدر العمل شباك التذاكر لعدة اعتبارات أهمها أنّ العمل استغرق بعض الوقت في التحضيرات.
بجانب معرفتي بالتدريبات التي قام بها بطل العمل أحمد عز للتجهيز للدور، فالوقت والإنتاج هما دائمًا ما يظلما أعمالنا العربية.
فيلم الخلية على الرغم من انتمائِه لأفلام الحركة والتشويق، والقتامة التي من المفترض أن تسيطر على أحداث العمل بسبب التفجيرات والقتل، إلّا أنّ جانب كوميدي كبير تواجد في نصه، وهذا الجانب كُتب بعناية شديدة حتى لا يبدو للمشاهد كاستخفاف، بل كان يعتمد على كوميديا النص المسرودة بعناية، فظل كل من في القاعة يقهقهون الضحكات، وهو ما يحسب لكاتب السيناريو، والمخرج بالتأكيد بجانب أحمد عز ومحمد ممدوح.
الإخراج
لحسن وسوء الحظ في نفس الآن أنّني قبل مشاهدة فيلم الخلية كنت أشاهد أحد أعمال الحركة، والتي تُعد من إنتاج هذا العام في هوليود، فكانت المقارنة يقوم بها العقل دون وعي، والغريب أنّ الفيلم المصري انتصر في بعض المواضع، وكان ضعيف في أخرى، وبالطبع كل ذلك ينتمي للإخراج.
طارق العريان وهو مخرج فيلم الخلية استطاع أن يقدم فيلمًا جيدًا للغاية على مستوى الإخراج، فتم الاستعانة بحوالي 9 كاميرات لتصوير مشاهد الحركة في الفيلم، وهو رقم ضخم بالتأكيد بجانب استخدام كاميرا “اسبايدر” وهي الكاميرا التي تطير في الهواء لتصوير المشاهد من أعلى بوضعية كاملة وزاوية مختلفة، وفي بداية الفيلم شعرت ببعض الإسراف في استخدامها، إلّا أنّ بعد ذلك سار الأمر على ما يرام، أمّا عن مشاهد الحركة فكان إخراجها جيد للغاية، فقط بعض نقلات الكاميرا بين المشاهد كانت سريعة ما تسبب في بعض الارتباك عند المشاهد، إلّا أنّ الجودة التي تمتع بها إخراج تلك المشاهد يشفع لمخرج العمل، وفي المجمل الفيلم إخراجيًا جيد جدًا.
الممثلين
أداءً جيدًا على مستوى الشخصية من حيث الشكل الخارجي والداخلي، والإسراف في بعض الانفعالات كان في محله، فهي سمة يتمتع بها أصحاب الأفكار التكفيرية.
عائشة بن أحمد: فنانة تونسية واعدة لم تكن مساحة الدور ضخمة، ولكن حين تتذكر الفيلم تعلق انفعالاتها في الذاكرة وهو برهان على سلاسة الأداء الذي تقدمه، وقدرتها التمثيلية الكبيرة، والتي لا تزال لم تكتشف في مصر بالشكل الأمثل، ولكن أتوقع أنّها ستكون من الفنانين ذوي الشأن في الدراما والسينما المصرية إن أعطتهما بعض التركيز.
أمينة خليل: لم تكن مساحة الدور كبيرة، وأعاب الشخصية مشكلة في السيناريو لم تبرز الهدف من الشخصية وأبعادها، ولكن أمينة قدمت أداءً جيدًا في حدود الشخصية المكتوبة على الورق.
السيناريو
السيناريو لم يكن جيدًا للغاية بل به بعض الثغرات، كالمعلومات التي كانت تحصل عليها القوات الأمنية عن الخلية، وقدرتهم على مراقبة هاتف زعيم التنظيم دون إظهار كيف استطاعوا، وعدم إظهار التحول الذي جعل من ريهام عبدالغفور إرهابية تساعد زوجها، وما القوة التي أضفتها شخصية أمينة خليل على شخصية سيف، فمن الواضح أنّ شخصية أمينة خليل كانت دافع وعامل ردع لشخصية سيف التي تتمتع بالتهور، إلّا أنّ ذلك لم يظهر، ولم يظهر كيف نشأ الحب بينهما، فعاب على رسم الشخصية عدم وضوح الخط الدرامي لها.
ولكن لسنا هنا فقط لننتقد بل لنبرز أيضًا النقاط الجيدة في السيناريو، والتي تمثلت في الكوميديا التي استطاع الكاتب أن يفرضها لتخفف من حدة مشاهد الحركة في الفيلم، وكانت من عوامل القوة والاختلاف، ليبدو أيضًا أنّ صلاح الجهيني يحمل جانب في كتابة الأعمال الكوميدية قد يجعله الأفضل، بجانب الخطوط الدرامية في الفيلم ورسم الشخصيات الرئيسية والفرعية حيث بذل فيه جهدًا كبيرًا، وظهر ذلك في تماسك الشخصيات، والصراع بين البطل والبطل الضد المتمثل في ضابط الشرطة، وزعيم الخلية الإرهابية، حيث استطاع إبراز الدوافع لدى كل منها، بل أوجد المحفزات في كل شخصية ليظهر للمشاهد الصراع بين الشخصيتين في ظروف مشابهة، فكانت لفتة جيدة استطاع أن يخلق نوع من التوازن في قوة الشخصيتين، ليكون صراع قوي يجذب المشاهد.
الجرافيك
واحد من أسوأ ما ظهر في الفيلم، حيث كانت معظم الانفجارات تبدو غير حقيقية وواقعية بشكل كبير، ليظهر بذلك أنّنا مازلنا نعاني من ضعف في وجود الجرافيك في مصر، وكان على العمل الاستعانة ببعض فناني الجرافيك من الخارج، فلا يمكن لعمل جيد وبتلك الجودة، ويظهر فيه الجرافيك بمثل تلك البدائية.
قصة فيلم الخلية
قصة الفيلم تدور حول ضابط قوات خاصة يدعى سيف ويفدم دوره الفنان أحمد عز، حيث يتعرض في إحدى العمليات لقتل صديقه المقرب على يد خلية إرهابية يتزعمها شخص يدعى مروان، حيث يظل سيف طوال أحداث العمل في مطاردة لمروان من أجل الثأر من قاتل صديقه.