هل تعانين من عناد طفلكِ الصغير؟ هل يناقشكِ طفلكِ في كل صغيرة وكبيرة، ولا يستطيع قول كلمة “حاضر” بسهولة؟ هل تعتقدين أن طفلكِ ذا شخصية عنيدة ويصعب التعامل معه وتتألمين لذلك؟
أظهرت الدراسات أن العناد يُعد مؤشرًا واضحًا للنجاح والتميز في الحياة المستقبلية، فالتأثيرات الإيجابية، التي تنتج عن هذه الصفة إذا تم التعامل معها بحكمة منذ الصغر، ستخلق قائد في المستقبل في مختلف المجالات.
على رأس هذه التأثيرات الإيجابية:
1. المثابرة والإصرار:
الإنسان بوجهٍ عام يحتاج إلى العناد والإصرار عندما يبدأ في مواجهة العقبات في حياته، ويصل بفضل ذلك إلى أعلى المراتب في مجاله، وإن كان ممن يستسلمون بسهولة ويرضون بالأمر الواقع دون مثابرة وإصرار على تخطي العقبات، فسيصبح شخصًا عاديًا غير متميز على الإطلاق.
بالطبع ستجدين الأمر صعبًا ومرهقًا في السنوات الأولى من عمر طفلكِ، فستجدين أمامكِ طفلًا لا يتجاوز ثلاث أو أربع سنوات يناقشكِ لساعات طويلة، كي ينام متأخرًا أو يقضي عدد ساعات أكبر أمام الآيباد.
مع كل هذا، فالأمر يستحق منكِ الصبر والمناقشة وطول البال، لكي لا تخسري كنزًا ثمينًا.
2. الاستقلال:
الطفل العنيد لا يقلّد أحدًا، ولا يرغب في أن يكون مثل أحد، وهذه من أهم مميزات الشخصية القيادية، فأنتِ تملكين شخصية مستقلّة لا تشبه في تفكيرها ورغباتها وطموحها أحدًا.
3. الاعتماد على النفس:
لاحظت مرارًا أن طفلتي ذات الثلاث أعوام لا تريد مني مساعدة حينما يتعلّق الأمر بشيء ترغب في الحصول عليه، فإن أرادت الوصول إلى ريموت التليفزيون في الرف العلوي من المكتبة، تنزل بجسمها الصغير جميع الكتب لتتسلّق الأرفف وتحصل على الريموت.
كيف تتعاملين مع عناد طفلكِ؟
1. لا يمكن التعامل مع الطفل العنيد بطريقة عصبية أو إلقاء الأوامر على رأسه تباعًا دون تفكير في العواقب، فهذه الشخصية تعتمد بشكل كلي على المناقشة والإقناع، لذلك إن أرادت طفلتكِ الذهاب إلى الحضانة يومًا بالبيجامة، فلا توقفيها إلا عندما تجدين لها حلولًا تقنعها بديلة عن ذهابها بالبيجامة، وإن لم تجدي فاتركيها تذهب بالبيجامة طالما أن الأمر، الذي برأسها لا يسبب خطورة عليها.
2. وضع حدود واضحة للتعامل مع الطفل العنيد أمر أساسي ومهم لتربية شخصيته القيادية، فعليه أن يتقبل وجود فكرة الفشل والنجاح، ومثال على ذلك:
إذا خرجت مع طفلكِ في نزهة وطلبتِ منه الاستعداد للمغادرة بعد ربع ساعة ووافق، وبعدها لم يستجب للتحذير الأول والثاني، ثم أخبرته أنكِ ستغادرين إن لم يستجب، فعليكِ بالتظاهر بشكل واقعي بالمغادرة في الحال إن لم ينفذ الاتفاق.
3. التفهم لمشاعر الطفل عند تنفيذ الحدود أمر مهم للغاية، فبدلًا من أن تقولي: “انتهى وقت اللعب وستعاقب إن لم تتوقف على الفور”، يمكنكِ القول: “أعلم أنك تحب هذه اللعبة، ومن الصعب أن تتوقف عن فعل شيء تحبه، لكن علينا أن نتحكم في ذلك ونعود لها غدًا”.
في الحالتين أوصلتِ هدفكِ، لكن الطريقة التي تفهمتِ بها مشاعر طفلكِ العنيد، ستعزز عنده فهم مشاعره، وبالتالي التعبير بشكل جيد عما يدور داخله.
4. التمسك بالهدوء وعدم إبداء أي رد فعل، عندما يبدأ طفلكِ في استعراض العند بشكل قوي أمامكِ، خذي نفسًا عميقًا ولا تبدي رد فعل إيجابيًا أو سلبيًا، فقط ابدئي بالمناقشة. أخيرًا، تربية الطفل العنيد على وجه الخصوص مهمة صعبة للغاية في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، التي تضغط علينا جميعًا، لذلك إن أخطأتِ مرة لا عليكِ وعدّلي من سلوككِ في المرة التالية، فتصحيحكِ لأخطائكِ أفضل من أن تتوقفي تمامًا عن فعل الصواب.