تتغير أسعار الأسهم بشكل دائم تحت تأثير قوى العرض والطلب، فإذا أراد اغلب المتداولين شراء سهم شركة ما ارتفع السعر أما إذا أراد الأغلبية بيع ذلك السهم فإن السعر سوف ينخفض.
في مجال التداول في الأسهم هناك الملايين من المتداولين حول العالم والتي تؤثر قراراتهم على حركة الأسهم، والذين بدورهم يتخذون هذه القرارات وفقا للكثير من المتغيرات والعوامل سوآءا النفسية أو الاقتصادية أو السياسية.
سوف نحاول في هذا المقال التعرف على اثنين من أهم وأكثر العوامل تأثيرا وهي أسعار الفائدة وتدفقات رؤوس الأموال بين الأسواق العالمية.
أسعار الفائدة:
تقوم البنوك المركزية بتغيير أسعار الفائدة للتحكم في حركة وحجم الأموال الموجودة في السوق حسب ظروف ومعطيات الاقتصاد في الدولة، وبصفة عامة فإن هذا يؤثر على كل الأسواق المالية وصناعة التداول بصفة عامة وهذا التأثير يكون بطريقتين.
• تكاليف الإقراض:
كلما ارتفعت أسعار الفائدة ارتفعت معها تكاليف اقتراض الشركات من البنوك التجارية والعكس صحيح، وهذا يؤثر بقوة على الأداء المالي للشركات والتي تعتمد بشدة على هذه القروض من أجل إدارة أعمالها. وبالتالي فإن ارتفاع أسعار الفائدة نظريا سوف يضغط على أسعار الأسهم أما انخفاض أسعارها فهو أمر جيد لسوق الأسهم.
• العائد على السندات:
هناك علاقة طردية بين أسعار الفائدة والعائد على السندات الحكومية وأيضا الفوائد البنكية على الإيداع، وعليه فإن أي ارتفاع في أسعار الفائدة مثلا سيؤدي إلى رفع العائد على السندات وإذا أضفنا العامل السابق حول ارتفاع تكاليف الاقتراض فإن سوق السندات يصبح أكثر جاذبية لرؤوس الأموال من أسواق الأسهم وأيضا بعض المستثمرين يقوم بسحب جزء من أموالهم وإيداعها ببساطة في البنك مع ارتفاع الفائدة على الإيداع باعتبارها استثمارات أكثر أمانا وإن كانت أقل من حيث العائد (في الغالب) من أسواق الأسهم.
تدفقات رؤوس الأموال حول العالم:
لقد أصبح الاقتصاد العالمي أكثر ترابطا من أي وقت مضى مع التوجه نحو العولمة والانفتاح التجاري بين الدول في حركة الأموال والسلع. وكانت الأسواق المالية ومجال التداول والاستثمار بصفة عامة من أكثر المتأثرين بهذه التغيرات، ومع التطور التكنولوجي الكبير أصبح من السهل على أي مستثمر التداول والتنقل بين كل الأسواق المالية في العالم بسهولة.
رأس المال جبان هذه من القواعد الأساسية في الاستثمار، والمستثمرين دائما يبحثون عن الفرص ويهربون من المخاطر، لذلك فإن وقوع أي اضطرابات اقتصادية أو سياسية في دولة أو منطقة ما سيؤدي إلى خروج رؤوس الأموال منها وتوجهها إلى سوق أكثر أمانا واستقرارا مما يؤدي الى ارتفاع الأسهم في هذه الأخيرة وانخفاضها في الأولى.
ويمكن لرؤوس الأموال أن تتجه إلى دولة ما لمجرد بروز مؤشرات إيجابية اقتصادية كانت أو سياسية، مثلما حدث مع ارتفاع سوق الأسهم الأمريكية بعد انتخاب ترامب رئيسا حيث ارتفع مؤشر الداو جونز بأكثر من 11% حسب شركة UFX، بعد وعود الرئيس المنتخب من أجل تحفيز الاقتصاد.