تواصل معنا

سينما

Suicide Squad.. خيبة أمل ليس إلّا!

منشور

فى

Loading

مُنذ إطلاق فيلم “Man of Steel” في عام 2013، والذي أعلن عن تدخّل صريح لشركة “DC” لصناعة أفلام سينمائية خاصة بشخصياتها الهزلية العظيمة بمساعدة الشركة الخبيرة في عالم الإنتاج السينمائي “Warner Bros”،

وحتى وقتنا هذا، لم تفلح تلك الشراكة في إقناع جمهور الكتب الهزلية المصورة بعد أن أنتجت لهم هذا العام فيلمين دفعة واحدة.

الفيلم الأول هو “Batman v Superman: Dawn of Justice”، ذلك الفيلم الذي دافعت عنه وعن جدية الرسائل التي يحملها وعن دوره الهام في إنشاء ترابط بين شخصيات عالم “DC” الهزلي بعد أن أصابته سهام النقاد المسمّمة بأسلوب عنيف لا يستحقه الفيلم، أما الفيلم الثاني “Suicide Squa”، موضوع تلك المراجعة وهو الفيلم الذي كان ينتظره الجمهور في جميع أنحاء العالم بلهفة وحماس، وخاصةً عشاق الكتب الهزلية المصورة، حيث كانت اﻵمال كبيرة بشأنه لإنقاذ سمعة شركة DC السينمائية من الانهيار، ولكن للأسف جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وتعرض الفيلم لموجات عارمة من النقد اللاذع أشد عنفًا في قوتها وأكثر إقناعًا في دلالتها، تتحدث عن مشاكل الفيلم العديدة والواضحة والتي لن تبذل جهدًا كبيرًا كمشاهد في اكتشافها.

هناك غريزة تبحث عن المتعة موجودة بالفطرة في وجدان كل إنسان، ومن هذا المنطلق كنتُ أشاهد الفيلم بعيون ترغب في الاستمتاع به وقلب يرغب في الإعجاب به وعقل يرغب في الدفاع عنه، ولكنني وكحال معظم الجمهور اصطدمت في النهاية بخيبة أمل كبيرة، بعد أن حاولت تفادي العديد من الأخطاء للخروج في النهاية بتقرير جيد عن الفيلم، كما فعلت من قبل مع تفادي أخطاء المونتاج الفادحة في فيلم “باتمان ضد سوبرمان”، ولكن الأمر لم يفلح معي في هذه المرة فالمشاكل المحيطة بالفيلم كارثية، ولا يمكن التغاضي عنها بأي حال من الأحوال.

على طريقة فيلم “شمس الزناتي” للفنان القدير عادل إمام، تم استعراض قصة الفيلم غير المبتكرة والتي شاهدناها مرارًا وتكرارًا، حيث تقوم ضابطة المخابرات الأمريكية “Amanda Waller” بتكوين فريق من بعض الأشخاص الأشرار من المساجين لمواجهة كائنات أكثر شرًا بعد تهديدات بالقتل من تلك الضابطة في حال إذا أخفقوا في مهمتهم، ولم تكن تلك القصة الفقيرة هي مشكلتي الوحيدة مع الفيلم فقد واجهت العديد من المشكلات الأخرى، أبرزها على الإطلاق هي مشكلة المونتاج أيضاً ولكن بدرجة أكبر، وتشتّت ذهني أكثر مما كان عليه في فيلم “باتمان ضد سوبرمان” حتى أنه لازمني شعور بالتوهان طوال مدة عرض الفيلم، أيضاً من المشكلات الواضحة كالشمس الساطعة هي المبالغة في عدد الشخصيات بالنسبة للمساحة الزمنية للفيلم فهناك العديد من الشخصيات لم يكن الفيلم في حاجة إليها ولم يكن لها أي وجود على الإطلاق وكان من الأفضل عدم ظهورها، والغريب في الأمر أن تلك الشخصيات التي أتحدث عنها موجودة ضمن الفريق الرئيسي للفيلم، هذه التخمة في الشخصيات أدت إلى صعوبة منح خلفيات أو تطورات جيدة لمعظم باقي شخصيات الفيلم، حتى أن ذلك كان له تأثير سلبي واضح على شخصية رئيسية كبيرة مثل شخصية “الجوكر” الذي لم يكن له دور واضح أو مؤثر بالفيلم ولم يظهر كثيراً بالرغم من أن التوقعات المستندة على إعلانات الفيلم كانت تشير إلى أن شخصية الجوكر ستكون محور ارتكاز رئيسي بالفيلم، ولذلك أعتقد شخصياً بأن شخصية الجوكر تم استخدامها فقط لاستقطاب الجماهير إلى صالات السينما كما أعتقد بأن ظهور الجوكر في هذا الفيلم كان مجرد دعاية للشخصية التي ستظهر بقوة مع ظهور باتمان في سلسلة “Justice League”، نظرًا للعلاقة الأزلية التي تجمع بينهما، أما الصدمة الكبرى فتتلخص في الجانب الشرير بالفيلم الذي كان مخيبًا للآمال حتى أنني لم أشعر بالخطر طوال أحداث الفيلم كما أن دوافع الشر لم يتم تفسيرها بشكل جيد.

لولا تلك الأخطاء التي وقع بها الفيلم الذي يعرض حاليًا في جميع سينمات العالم والذي تخطت إيراداته حاجز الـ700 مليون دولار حتى الآن، لأصبح من أفضل أفلام الأبطال الخارقين على الإطلاق، حيث تم تجسيد بعض شخصيات DC المحببة لقلوب جماهير القصص الهزلية بواسطة طاقم تمثيلي رهيب في مقدمتهم النجم الكبير Will Smith، الذي جسّد شخصية “Deadshot” ببراعة والمتألقة Margot Robbie، والتي قامت بتجسيد شخصية “Harley Quinn” المثيرة، و النجم الشاب صاحب الأوسكار Jared Leto، والذي كان متميزاً في أداء شخصية الجوكر بالرغم من المساحة الصغيرة وغير المؤثرة التي حظى بها خلال الفيلم، هؤلاء النجوم فقط هم الذين قاموا بحفظ ماء الوجه للفيلم ولو بنسبة بسيطة كما كانوا مصدر المتعة الرئيسي من خلال إمكانياتهم التمثيلية الكبيرة المغلّفة بالطابع الكوميدي.

لم ينجح “Suicide Squade” في ترك أي أثر جيد نتحدث عنه، ورسب في جميع الاختبارات، فشل في تقديم حبكة درامية، كما كان ضعيفًا من ناحية الحركة والمغامرة، حتى في الجانب الكوميدي كان مُفلسًا، ولا يتحمّل مسئولية خروج الفيلم بهذا الشكل إلا شخص واحد فقط هو David Ayer، حيث أنه كاتب ومخرج العمل وبالرغم من سيرته التي تدعو إلى الاحترام على مستوى الكتابة والإخراج معاً مثل Harsh Times 2005, End of Watch 2012, Fury 2014، وعلى مستوى الكتابة فقط مثل Training day 2001، ولكنه أخفق تمامًا في قيادة هذا العمل ويبدو بأنه لم يتمكن من السيطرة على مجريات الأمور خلال مراحل صناعة الفيلم.

 

 

المصدر

elcinema

 

عبر معانا
Like
Love
Haha
Wow
Sad
Angry
أعلان
تعليقات
Translate Page
ArabicEnglishFrenchGermanItalianPolishPortugueseRussianSpanishTurkish



دردشة

زيارات

الأكثر رواجاً

تواصل معنا ...
اجراء محادثة
مرحبا! انقر فوق أحد أعضائنا أدناه للدردشة على WhatsApp