الغيرة.. أنواع متعددة وطريقة واحدة للعلاج

الغيرة هي أفكار وأحاسيس وتصرفات تحدث عندما يعتقد الشخص أن علاقته القوية بشخص ما تُهدد من قبل طرف آخر منافس، وهذا الطرف الآخر قد يكون مُدركًا أو غير مدرك أنه يُشكّل تهديدًا، وقد قيل أن الغيرة مشتقة من تغيّر القلب، فالغيرة غريزة يشترك فيها الرجال والنساء، ولكنها قد تكون من النساء أشد.

فهي طبيعة بشرية ليست مرتبطة بقوة إيمان أو عدمه، وليست دائمًا توصف بالسيئ، ولا نستطيع أن نصفها بالأمر الحسن في كل المواقف، فلابد أن يكون لها رابط وضابط.

الغيرة الحسنة واجبة

نعم، غيرة الرجل على أهل بيته، ورعيته أمر واجب، عليه أن يُباشر ملبسهم وسلوكهم وأن يُقومه إن ظهر فيه اعوجاج، وأيضًا غيرة المسلم رجل أو امرأة على دينهم، وغضبهم عند انتهاك حرمات الله، هذه صور واجبة محببة من صور الغيرة، والتهاون فيها يؤدي إلى فساد المجتمع بأكمله.

الغيرة السيئة محرمة

نعم، الغيرة التي تؤدي إلى وقوع في الحرام، كأن يتغير القلب من شخص لأي سبب، فيبدأ معه الشعور بالحسد والحقد وتدبير المكائد، والوشاية عليه لمن حوله، وقد يصل في بعض الأحيان إلى الكفر، كأن يستعين الشخص بالأعمال والسحر لإلحاق أكبر ضرر للشخص المُغار منه، وهذه الصورة يقع فيها ضعاف الإيمان، الساخطون على قضاء الله وحكمه، لا يرضيهم ما هم فيه، فيتطلعون إلى غيرهم، حتى يوردوه المهالك.

من يرون في غيرهم نفع وصلاح وهمة وحسن عمل، لا يستطيعون هم على القيام به فتلحقهم الغيرة وتتمكن منهم حتى تعمي أبصارهم وقلوبهم.

وهذا خلقٌ سيئ مذموم، وجب على العبد الذي يخاف الله أن يتخلص منه، ويروض نفسه ويتحكم في غضبه، ويكبح جماح نفسه عن هذا الشر المستطير حتى يصل بها إلى درجة أسمى وخلق قويم.

غيرة الرجال

وهناك غيرة خاصة بالرجال قد يُتجاوز فيها حد الاعتدال، حتى إذا زادت الغيرة عن حدها كانت نقمة على الشخص و على من حوله، فكثير مما يسمى جرائم العرض والشرف قد ترتكب بسبب الشائعات، مما يترتب على ذلك إزهاق الأرواح في بعض الأحيان دون وجه حق، ودون تثبت بسبب الغيرة القاتلة، و هذا مُشاهد في الكثير من البقاع .

الشك عند الأزواج

وبعض الأزواج مريض بمرض الشك المُر الذي يحيل الحياة الزوجية إلى نكد لا يُطاق، فهناك غيرة تقع فيها النساء خاصة.

علاج الغيرة

خلاصة القول لابد أن يكون هناك ضابط لهذا الأمر، ألا وهو التوسط، فلا إفراط ولا تفريط؛ فالإفراط في الغيرة يؤدي إلى نتائج كارثية قد تستحيل معها الحياة الزوجية بشكل خاص، والحياة العامة بشكل عام إذا كانت الغيرة من الصورة المذمومة التي تلحق أذى بالغير.

المصدر