لا يوجد شخص لم يمر بهذه الحالة، أن يكون لديك الكثير من الأمور التي يجب عليك القيام بها، ولكنك تجد نفسك مُشتت تماماً ولا تعلم من أين تبدأ، وتبدأ مرحلة المماطلة وشعورك بالعجز عن إنجاز الأمور، وفجأة تجد نفسك تشعر بالذنب لأنك أضعت كل هذا الوقت، ولا تعلم ماذا تفعل بكل هذه المهام المتراكمة.
كل هذا طبيعي، لأن تعقيدنا للأمور وعجزنا عن التعامل مع المشاكل ببساطة جزء من طبيعتنا كبشر. ولكن الأمر له عواقب وخيمة، إذ أننا كلما تورطنا في المشكلة واستغرقنا في التفكير فيها نُصبح أكثر كآبة وأقل إنتاجية، وتتفاقم الأزمة مع مرور الوقت. ولمساعدتك على الخروج من هذه الأزمة نستعرض مجموعة الطرق التي قد تمكنك من حل مشاكل العمل ما يجعلك أكثر إنتاجية..
ركز على الحل وليس المشكلة
أثبت علماء الأعصاب أن عقلك لا يستطيع العثور على حلول إذا ركزت على المشكلة، وهذا لأنك عندما تركز على مشكلة فإنك تغذي دماغك بالأفكار السلبية، والتي بدورها تنشط المشاعر السلبية في الدماغ. ولا يعني هذا أن تتجاهل المشكلة، ولكن عوضاً عن الشعور بالذعر والتوتر الشديد، حاول أن تحافظ على هدوئك، وأول خطوة عليك القيام بها هي الاعتراف بوجود مشكلة، ثم البدء في اتخاذ خطوات ثابتة من أجل حلها.
حدد المشكلة
يوجد عدة طرق من شأنها مساعدتك على تحديد المشاكل، من بينها أن تطرح على نفسك عدة اسئلة باستخدام أداة الاستفهام لماذا؟. ومن خلال هذه الأسئلة سوف تتمكن من الوصول إلى جذور المشكلة ومعرفة أسبابها الرئيسية، وبهذه الطريقة سوف تستطيع العثور على حلول مناسبة.
على سبيل المثال إذا كانت المشكلة هي تأخرك بصورة مستمرة عن العمل، فاسأل نفسك لماذا اتأخر عن العمل؟ لماذا لا استيقظ عندما اسمع صوت المنبه؟، ولماذا شعر بالتعب الشديد عند الاستيقاظ؟ ولماذا لا احظى بقسط كافي من النوم؟ ولماذا اتأخر في النوم كل ليلة؟. ومن خلال هذه الإجابات الصادقة على هذه الأسئلة سوف تستطيع تحديد المشكلة الرئيسية.
تعامل مع الأمور ببساطة
كما أشرنا من قبل فإننا كبشر نميل دائماً إلى تعقيد الأمور أكثر مما هي عليه. لذلك حاول أن تتعامل مع الأمور ببساطة، ولا تأخذها دائماً على محمل الجد، وتأكد من أنه كلما تعاملت معها بتعقيد كلما زادت صعوبتها وأصبح العثور على حل مسألة أكثر صعوبة.
استخدم لغة الاحتمالات
حاول أن تقود تفكيرك نحو طريق مُختلف، وأن تستخدم عبارات تحمل أكثر من احتمال، مثل “ماذا لو؟”، أو “تخيل لو؟”، هذه العبارات سوف تساعدك على أن تكون أكثر ابداعاً وسوف تقودك إلى العثور على المزيد من الحلول. حاول قدر الإمكان الابتعاد عن اللغة السلبية التي تمنعك عن التفكير بطريقة عقلانية ومنطقية.
اذكر أكبر عدد ممكن من الحلول
حاول التوصل إلى جميع الحلول المُمكنة، حتى لو كان الأمر يبدو سخيفاً وصعباً في البداية، ولكن من المهم أن تبقي عقلك منفتح على كل شيء لتعزيز القدرة على التفكير الإبداعي، والذي قد يساعدك على التوصل إلى العديد من الحلول. خُذ كل الوقت الذي تحتاجه ولا تكن عجولاً، لأن الأمر يتطلب الكثير من الصبر. كذلك عليك ألا تستهين بأي من الحلول التي تخطر على بالك، مهما كان الحل بسيطاً أو سهلاً فإنه مفيد وقد يساعدك على حل جزء من المشكلة، أو على الأقل سوف يساعدك على القيام بالخطوة الأولى التي تمكنك من حل المشكلة.
غيّر طريقة تفكيرك
حاول تغيير الاتجاه الذي يسير فيه تفكيرك من خلال التفكير بطريقة أفقية. انتبه إلى العبارة التي تقول إنك لن تستطيع حفر حفرة في مكان آخر من خلال حفرها أعمق. لذلك حاول تغيير أسلوبك في التعامل مع الأزمات، وتخلص من نظرتك الحالية للأمور. نعم هو بالتأكيد أمر صعب وليس سهلاً على الإطلاق ولكنه بكل تأكيد ضروري حتى تصبح أكثر انتاجية وفعالية.
لا تنغمس في العمل
في كثير من الأحيان تكون مشغول للغاية ولكنك ليس مُنتجاً، قد يكون ذلك ناتجاً عن تعامل المدير مع فريق العمل وكأنهم موارد أو آلات. إذ كنت مُديرًا أو مسؤولاً فمن الضروري أن تتذكر أن الأشخاص الذين يعملون معك بشر، يشعرون بالارهاق الشديد ويصابون بالإحباط، وإذا كنت أحد أعضاء الفريق فذكر مديرك دائماً بهذا الأمر. وفي الوقت نفسه، حاول ألا تنغمس في العمل أكثر من اللازم، لأنك إذا قضيت كل وقتك في العمل فإن الإحباط سوف يجد طريقه إليك، ويعوقك عن تحقيق هدفك ويمنعك من الوصول إلى ما تحلم إليه، خاصة وأنك سوف تعاني دائماً من الشعور بالارهاق، ومع الوقت سوف تغدو أقل إنتاجية.