يأتي شهر رمضان في فصل الصيف، ليصعب نوعا ما من مهمة الصيام لساعات طويلة في تلك الأجواء الحارة، ما يجعل البعض يتساءل عن تأثير الصيام على الأطفال من الناحية الصحية.
الصيام للبالغين
في البداية، يقول الرسول الكريم: “رفع القلم عن ثلاثة، عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم”، ما يوضح بشكل قاطع أن الأطفال الذين لم يبلغوا غير مطالبين بالصيام تماما، وما يؤكد كذلك على عدم صحة إلزام الأطفال من دون الـ12 عاما بالصيام طوال فترات النهار برمضان.
إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بصحة الطفل، لأن جسده الضعيف لن يتحمل عدم تعويض المياه المفقودة منه في العرق والبول، وخاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها مناطقنا العربية حاليا.
صيام الأطفال تدريجي
يجب الوضع في الاعتبار، أن خطورة صيام الأطفال غير البالغين طوال اليوم، لا تعني بالضرورة ألا نعمل على تعويدهم على إقامة تلك العبادة الرائعة، ولو لساعات قصيرة، حتى يتم تهيئتهم للصيام من الفجر للمغرب، بعد بلوغهم.
بعض الدراسات أشارت إلى أن السن الأنسب لتعويد الطفل على الصيام، هو التاسعة أو العاشرة من العمر، حيث يصبح جاهزا تماما للامتناع عن تناول الأطعمة والمشروبات لبضعة ساعات فقط.
ويتم تشجيعه على الصيام، عن طريق شرح الغاية وراء صيام كافة المسلمين على وجه الأرض خلال هذا الشهر المبارك، ومن خلال تحفيزه ببعض الهدايا عند إتمامه صيام عدد معين من الساعات يوميا، يما لا يتعارض مع صحته الجسدية والنفسية، وكذلك مع تحصيلة الدراسي والرياضي.
أيضا يجب أن يدرك الطفل أن الصيام ليس هو العبادة الوحيدة التي تقام خلال شهر رمضان، وأن شهر رمضان كذلك ليس الشهر الحصري لإقامة العبادات، حيث ينصح بتعويده على قراءة القرآن الكريم لبعض الوقت، وكذلك مساعدة غيره من المحتاجين بقدر استطاعته، بالإضافة إلى أدائه للصلوات الخمس، حتى يصبح هذا الشهر بالنسبة إليه، تدريبا عمليا على توجهاته وتصرفاته خلال الشهور التالية من العام.