في الوقت الحالي يستخدم البشر الخفافيش والحيتان لتحديد المواقع بالصدى للعثور على الطريق حولهم. ولقد عرفنا مؤخراً أنه يمكن أيضاً تصور محيطهم من خلال إصدار أصوات نقرات. وقدمت دراسة جديدة أول وصف مفصل لتحديد الموقع بالصدى عند الإنسان، بما في ذلك الخصائص الصوتية والمجال المكاني لنقرات الفم.
هل يُمكن للبشر الإبصار دون عيون؟
تم استخدام نتائج الدراسة السابقة من قِبل الباحثين لتطوير نقرات الفم الاصطناعيّة، والتي يمكن استخدامها لمعرفة المزيد عن هذه المهارة غير العادية. تقول لوري ثالر، باحثة من جامعة دورهام البريطانية، في حديثها لـ Science Alert: “إن فهم الآليات الصوتية سيساعدنا على فهم المعلومات التي يستخدمها الدماغ البشري لتحديد الموقع. تضيف “وهذا بدوره سيساعدنا على فهم الآليات المعرفية”.
وتستخدم الخفافيش والدلافين وبعض أصناف الحيتان قدرة تحديد الموقع بالصدى، للإبحار والبحث عن الغذاء في الظلام. وذلك بعد سماع الأصداء بعد ارتدادها مرة أخرى من الأشياء الموجودة في البيئة.
وبالرغم من أن إمكانية رؤية العالم عبر الصوت ليس شيئاً فطرياً لدى البشر، فإن الدراسات أظهرت أن ضعاف البصر يمكنهم تطوير حواس الخفافيش بالممارسة. ومن أشهر هؤلاء، شخص يدعى دانيال كيش والذي أسموه مجازاً بالرجل الخفاش، والذي فقد بصره وهو بعمر السنة، لكنه الآن يتسلق الدراجات ويعيش وحده في البرية باستخدام مهارات النقر على الفم ليصور محيطه عبر دقة العقل، الأمر الذي أكسبه الشهرة على الإنترنت.
الأمر لا يحتاج إلى أن تعاني من ضعف البصر لتطور هذه الرؤية للعالم، ففي فبراير 2017 كشفت دراسة عن أن الناس ذوي النظر الطبيعي يمكنهم تعلم كيفية تحديد الموقع عبر الصدى للكشف عن حجم الغرف الافتراضية. ولكن بالرغم من أننا نعرف قُدرة البشر على تحديد الموقع بالصدى لعقود، إلا أنه ما زلنا لا نعرف الكثير عن الأنماط الصوتية لنقرات الفم أو ما يحدث في الدماغ عندما يتم إنتاجها.
المصدر