“القاتل الصامت”، هكذا يلقب لأنه يفاجئ أغلبية المصابين به بأعراض قد تصل الى السكتة الدماغية والمضاعفات القلبية، فالموت. إنه ارتفاع ضغط الدم الذي يصيب واحدا من كل 3 أشخاص في الولايات المتحدة الاميركية وحدها، بحسب المركز الاميركي للسيطرة على الامراض والوقاية منها.
ماذا يعني ارتفاع ضغط الدم؟
إنها السرعة التي يجري بها الدم في الشرايين. وبحسب الجمعية الاميركية للقلب، فإن الضغط الذي يبلغ 120/80 يعدّ عادياً، فيما ارتفاعه الى مستويات 140/90، يعدّ خطراً لأن ذلك يحتّم مزيداً من الضغط على عمل القلب، بفعل ضخّ كميات اكبر من الدم وبسرعة اكبر، فضلاً عن تسببه بتوسيع الشرايين.
لذلك، إن الكشف المبكر عن هذا المرض، يقي المريض من مضاعفات هو بغنى عنها قد تودي بحياته.
بعض الدلائل:
في البداية، صحيح ان هذا المرض يلقب بـ”القاتل الصامت” لأنه في اغلبية الحالات لا يولّد اعراضا واضحة، إنما لا بد من الاشارة الى الاعراض الآتية، لأنها قد تشكل دليلاً واضحاً للاصابة بارتفاع ضغط الدم:
الاصابة بدوار أو صداع أو حتى انقشاع في النظر.
طنين في الاذن ونزف الأنف.
الشعور بالكسل او بثقل على الصدر، مع ما يمكن ان يرافقه من صعوبة في التنفس.
تورّم االساقين.
سرعة في خفقان القلب او الشعور بعدم انتظام دقات القلب.
التهاب المجاري البولية واحمرار البول.
ماذا عن المسبّبات؟ وهل من طرق للوقاية؟
لم يتمكن العلماء من تفسير سبب اصابة بعض الاشخاص دون سواهم بهذا المرض، لكن المؤكّد ان هناك بعض العوامل التي تسهم فيه بشكل مباشر والتي يمكن السيطرة عليها:
التدخين: يعدّ من اهم العواامل التي تعزز خطر ارتفاع ضغط الدم لانها تساعد في تصلب الشرايين والجلطة كما ترفع ضربات القلب.
الملح: هناك فئة كبيرةمن الاشخاص معتادة على رش الملح في طبقها حتى قبل تذوق اللقمة الاولى. هذه العادة اليومية تعد من الاخطر، إذ إنها ترفع نسبة الصوديوم في الجسم. لذلك، لا ينصح فقط بتقليل الملح في الطعام، إنما ايضا الانتباه الى عدم تناول صلصة الصويا خصوصا عند تناول اطباق السوشي والساشيمي وما الى هناك من اسماك نية.
ارتفاع الوزن: تلك الكيلوغرامات الاضافية، لا تؤثر فقط في جمالية الجسم او نوع الملابس، خطرها ابعد من ذلك بكثير. إذ إنها تعزز ارتفاع ضغط الدم، لذلك ينصح المصابون بهذا المرض بالتخلص من بعض الكيلوغرامات. أما الاشخاص الذين يمتلكون جسماً ممتلئاً فقد حان الوقت للوقاية والبدء باتباع نظام صحي.
الضغط النفسي: الاصابة بالتوتر والضغط بشكل منتظم، تعدّ من العوامل الاكثر خطورة، لأنها تتسبب بإفراز الادرينالين الذي بدوره يرفع ضغط الدم. لذلك، ينصح بتغيير نمط الحياة اليومي وكسر الروتين، ومحاولة التغلب على كل ما سبب هذا التوتر أو على الاقل التحلي بمقاربة جديدة أكثر هدوءاً إن كانت مسبّبات التوتر خارجة عن السيطرة.
عدم ممارسة الرياضة وعدم اتباع نظام غذائي صحّي والاعتماد بشكل كبير على المقالي والنشويات والحلويات، فضلاً عن تناول المأكولات السريعة، وتناول كميات من المشروبات الغازية التي تحتوي على كميات عالية من السكر.
في المقابل، هناك بعض العوامل التي تسبّب ارتفاعاً في ضغط الدم، لكنها تبقى خارجة عن الارادة:
السن: مع التقدم في السن، يرتفع خطر الاصابة بـ”القاتل الصامت”، بسبب تصلب الشرايين. لذلك تبقى الرياضة واتباع نظام حياة صحي من اهم استراتيجيات التصدي.
الجنس: إن الرجال معرضون للاصابة بهذا المرض أكثر من النساء، وذلك حين يكونون تحت سن الـ45. في المقابل، تصبح النساء أكثر عرضة من الرجال انطلاقاً من سن الـ65.
الوراثة: إذا كان تاريخ العائلة محملاً بإصابات بهذا المرض، فإن اول ما عليكم القيام به، هو الخضوع لفحوص دورية.
في حال رصد أي من الاعراض المذكورة أعلاه، ينصح بالتوجه الى الطبيب الذي سيعمد الى القيام بـ:
فحص سريري، وقياس ضغط الدم .
فحص للبول.
تخطيط للقلب.
صورة أشعة للصدر.
فحوص دم لقياس نسبة الدهون والكوليستيرول بنوعيه الجيد والسيّئ، فضلاً عن الكشف عن امراض الغدد الصمّ وانزيمات الكبد والكلى.
في الختام، يبقى من الضروري التذكير بعدم إهمال هذا المرض، فعلاجه ينقضي بحبة دواء، أما اهماله فقد يسبب الآتي:
في حال انسداد الأوعية الدموية في المخّ، قد يؤدي الامر الى سكتة دماغية.
في حال ضعف الشرايين على مستوى الكلى، قد ينتهي الامر بالفشل الكلوي.
في حال ضيق الشرايين او سماكتها على مستوى العين او العينين، قد يفقد المرء بصره.
المصدر