لا يوجد سن بعينه يمكن القول بأنه بداية مرحلة النضوج الفكري والعاطفي عند الرجل.
من الناحية النظرية مرحلة النضوج تبدأ عندما يبلغ الرجل الثامنة عشرة من عمره على أن يشهد تغييرات جذرية في شخصيته عند بلوغه الحادية والعشرين، ثم يكمل طريقه حتى مرحلة النضوج الكامل التي من المفترض أن تتبلور في العقد الثالث. لكن الواقع لا يلتزم بهذه المعادلة على الإطلاق.
بعض الرجال لا يصلون إلى مرحلة النضوج مهما تقدم بهم السن، والبعض الآخر يختبرها في سن مبكرة جداً. الأمر لا يرتبط بسن محدد، ولا بتجارب حياتية، بل بنمط تفكير يجعله إما يتمتع بعقلية رجولية أو بعقلية صبيانية.
العقلية هذه تتبلور وبشكل واضح حين يرتبط الرجل بامرأة سواء كانت العلاقة حباً أو زواجاً. النضوج في العلاقات لا يرتبط بمدى تقدم الرجل بالسن، بل بكيفية مقاربته للعلاقة وبمفهومه عن «التقنيات» المثالية، التي تجعلها تحبه أكثر.
فهل تتمتع بالنضوج الفكري والعاطفي أم تتعامل معها بعقلية صبيانية مراهقة؟
تعشق ممارسة الألاعيب
قد تظن أن ممارسة الألاعيب هي المقاربة المثالية لإبقاء العلاقة حماسية لكنها في الواقع دليل واضح وصريح بأنك لم تصل بعد إلى مرحلة النضوج والتصرف كرجل فعلي. ممارسة الألاعيب مكانها مرحلة المراهقة، أما العلاقات الناضجة فقائمة على التواصل المباشر الواضح والصحي. فمثلاً إن كنت تظن أن إثارة غيرتها بشكل متعمد سيجعلها تحبك أكثر فأنت مخطئ تماماً.
تعيش اللحظة
لم تتعلم شيئاً من تجاربك السابقة، ولا تملك أي مخططات واضحة للمستقبل. بالنسبة إليك حياتك هي اللحظة الحالية. قد تتمسك بوظيفتك لأنها مصدر للدخل لكن كل شيء آخر عشوائي. تتعامل مع حياتك معها أو علاقتك بها وفق مبدأ فليحصل ما يحصل من دون تخطيط أو تفكير..
الأولويات الخاطئة
الرجل الناضج يقوم بما يجب القيام به، لكن الرجل الذي يتمتع بعقلية صبيانية يقوم بما يريد القيام به بغض النظر عن النتائج والعواقب. التمتع بعقلية الرجل تعني تحديد الأولويات التي تعود بالفائدة على الطرفين والالتزام بتنفيذها، لكن العقلية الصبيانية تجعل الرجل لا يكترث حتى لأي فائدة محتملة؛ لأنه بكل بساطة غير قادر على الالتزام أو التنفيذ.
تتوقع منها أن تكون والدتك
نعم هي شريكة حياتك لكنها بالتأكيد ليست والدتك. حين تتوقع منها أن تعتني بك، أو أن تهتم بك بشكل دائم فهي يعني أنك لم تصل إلى مرحلة النضوج بعد. كشريكة حياتك من المؤكد أنها ستمنحك الحنان والرعاية لكنها لن تشبه الرعاية التي كانت تمنحك إياها والدتك.
لا تدافع عنها ولا تتحمل المسؤولية
حين تدخل في مواجهة مع شخص آخر بشكل عام، ومع فرد من أفراد عائلتك بشكل خاص فأنت لا تدافع عنها على الإطلاق. تتراجع وتختفي وتتعامل مع الأمر كما لو كنت شخصية خفية. أما في حال كانت المواجهة معك فأنت لا تتحمل المسؤولية؛ لأن نمط تفكيرك يجعلك تؤمن بأنك لم ترتكب أي خطأ يذكر.
هدفك الفوز دائماً
الرجل الذي يتعامل مع المرأة بعقلية صبيانية يكون هدفه خلال المناقشات أو حتى المشاجرات الفوز دائماً. بالنسبة إليه إن لم يخرج فائزاً فهذا يعني أنه ليس «رجل» المنزل. لكن الواقع مغاير تماماً، الرجل الفعلي الناضج هو الذي يستمع ويناقش ويتنازل ويخسر حين يفرض المنطق خسارته.
يهمك كثيراً رأي الآخرين
كل حدث بالنسبة إليك يرتبط برأي هذا وذاك حتى أن قراراتك غير قائمة على قناعاتك بل تقوم باتخاذها؛ استناداً إلى ردة فعل ورأي محيطك. عقلية الرجل تعني أن تتصرف انطلاقاً من قناعاتك وما تظنه بأن الصواب لا من رأي الآخرين.
ترفض حسم القرارات
العلاقات قائمة على مبدأ اتخاذ القرارات بشكل مشترك، لكن بعض المواقف تتطلب من الرجل حسم الأمور. النضوج يعني القدرة على القيام بذلك، أما العقلية الصبيانية فتعني رفض القيام بذلك؛ لأنه بكل بساطة لا يعرف كيفية حسم الأمور أو يخاف من القيام بذلك. حين يقوم الرجل بمحاولة جعل شريكة حياته تتخذ غالبية القرارات، فهذا يعني أنه لم يقترب حتى من مرحلة النضوج.
ترفض أي جديد
الجديد يرعبك ويجعلك تشعر بعدم الراحة. حتى الأمور البسيطة مثل طلبها الذهاب إلى حفلة ما أو تلبية دعوة ما قد تجعلك تدخل في مشاجرة معها لسبب بسيط جداً، لا تعرف الأشخاص المتواجدين في ذلك المكان. العقلية الصبيانية تجعلك تلجأ إلى عذر «لا أريد الذهاب؛ لأنني لا أعرف أي شخص هناك»، بينما عقلية الرجل ستجعلك توافق على الذهاب والتعامل مع الموقف.
منغلق على ذاتك
من المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالرجولة هي عدم مشاركتها بمخاوفك. البعض يظن أنه عليه أن يحافظ على صورة القوي الذي لا يكشف عن نقاط ضعفه، لكنه تفكير سطحي لا علاقة له بالرجولة. حين تتمتع بعقلية الرجل فأنت تدرك أنه عليك أن تشاركها بمشاعرك ومخاوفك ونقاط ضعفك؛ لأنكما تشكلان فريقاً واحداً.
المصدر