الخدمات الصحية الوقائية المبكرة التي تُقدم خلال الشهر الأول للرضيع في الدول النامية تشمل التطعيم ضد الدرن (BCG)، وتختلف فاعلية التطعيم من طفل لآخر، فالتطعيم يحمي 20% من الأطفال من الإصابة بجرثومة الدرن، ويحمي 70% ممن يتعرضون للعدوى من أن يصيبهم المرض، إذ يقضي الجهاز المناعي للجسم، الذي يحصنه التطعيم ضد المرض، على البكتيريا المسببة للمرض دون الإصابة بأعراضه.
تكمن خطورة الإصابة بمرض الدرن في قوة البكتيريا المسببة له، وأنها تتسبب في أعراض قوية في عدة مواضع في الجسم أشهرها على الإطلاق الرئتين، والدرن الرئوي مرض عنيف ويتطلب علاجه عزل المريض واستعمال مجموعة من المضادات الحيوية القوية لفترات طويلة تصل أحيانًا إلى سنوات.
في مصر، يأخذ الطفل التطعيم ضد الدرن في الشهر الأول من عمره، نظرًا لانتشار المرض في مصر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ما أدى إلى تصنيفه مرضًا متوطنًا، ومع الالتزام ببرامج التطعيم التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، أصبحت الإصابة بالمرض الآن تقتصر على حالات فردية، لكن يظل التطعيم مهمًا جدًا لأنه ثبت علميًا ارتباطه بالأماكن جغرافيًا، وكذلك وجود عامل جيني له في البلاد التي انتشر فيها سابقًا.
تطعيم الدرن يُعطى في الجلد، ويستمر تأثيره لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 سنة، ويتسبب إعطاؤه في حدوث التهاب في الجلد وحدوث علامة دائمة في الجلد تظهر في خلال أسابيع من التطعيم، وقد يكون التطعيم مصحوبًا بحدوث خراج وخروج صديد، وذلك في حالات حدوث خطأ بإعطاء التطعيم تحت الجلد، وعادة ما يلتئم هذا الخراج وحده خلال أسابيع، مع العناية الدائمة بالتنظيف والتعقيم.
ظهور العلامة الدائمة في محل التطعيم تكون دائمًا دليلًا أكيدًا على تطعيم الشخص، وعلى فاعلية هذا التطعيم، لكن هذه العلامة تغيب أحيانًا في بعض الأطفال ممن أخذوا التطعيم، وهذا لا يتعارض نهائيًا مع كون التطعيم فاعلًا في هذا الشخص.
في معظم دول العالم، يحصل الطفل على جرعة منشطة من التطعيم في سن المراهقة، ويراعى دائمًا استبعاد حالات ضعف المناعة العامة، فلدى مثل هؤلاء الأشخاص قد يكون التطعيم هو سبب الإصابة بالمرض.
المصدر