الكثير من الناس يُحبون المذاق الحريف الحار على الرغم من حرارته الشديدة! ويُشددون على صحن الشطة والإضافات الحارة مع الأطعمة والوجبات السريعة. فما الذي يجعل بعض الناس واقعون في حب الفلفل والطعم الحراق، في حين يكره البعض الشطة بكافة أنواعها؟!
الحرارة قد تكون في رأسك!
الشيف وخبير الأطعمة الحارة والأستاذ المشارك في معهد الطهي الأمريكي، بيل فيليبس، يقول أن الحرارة الناجمة من تناول الأطعمة الحارة تكمن في الرأس!
وعلى الرغم من شعورنا بأن فمنا يحترق عند تناول الفلفل والتوابل الحارة، لكن الدماغ هو من تسبب بهذه الخدعة لنشعر أن فمنا يشتعل! على حد وصف الشيف فيليبس. في الواقع، فإن الأطعمة الغنية بالتوابل لا تُسبب ضررًا جسديًا للنظام الهضمي.
فالطعم الحراق الذي نشعر به من تناول الأطعمة المتبلة الغنية بالفلفل ناجم عن جزيئات كيميائية مثل الكابسين، تُثير مستقبلات الألم على اللسان التي ترتبط بالإحساس بالحرارة في الدماغ، وليس كما يعتقد البعض أن اللسان نفسه من يتأثر من الطعام الحار.
أما حب تناول الأطعمة الحارة والتوابل، فهو أمرٌ مكتسب وليس جيني. بمعنى أن الجزيئات المسؤولة عن الطعم الحار مثل الكابسين هي المسؤولة عن استنفاذ ناقل عصبي يُسمى المادة P والمسؤولة عن إرسال إشارات الألم للدماغ.
ولعل هذا السبب قد يُفسر ميل الناس في بعض البلدان مثل الهند والمكسيك إلى تناول التوابل والفلفل بمختلف أنواعه دون إبداء تخوُّف من ذلك. فقد تناولوه في سن مبكرة للغاية واعتادوا الإحساس بالطعم الحراق.
أما السؤال الأكثر أهمية، وهو لماذا يستمر الناس بتناول الفلفل والتوابل إن كان يُشعرهم بهذه الحرارة؟
الإجابة بسيطة! ذلك لأن الطعم الحار يُحفّز إفراز الأندروفين. وهي مادة كيميائية تمنح الجسم شعورًا بالألم النشوة والسعادة. ولها تأثير مماثل للمواد الأفيونية ما يُعطي الشخص إحساس ممتع بالتخدير والألم! وذلك يجعل الناس يستلطفون تناول الأطعمة المكسيكية والهندية الحارة بكثرة!
المصدر